Monday, July 17, 2017

4 طرق نحو المال


               4 طرق نحو المال                  
الإنسان يقاتل في حياته من أجل الحصول على الرغبات التي تحقق احتياجاته (الفسيلوجية- الأمنية- الاجتماعية- التقدير وتحقيق الذات). وإذا حاول هذا الإنسان الخروج من شرنقة الحاجات الإنسانية لإبرهام ماسلو فإنه سيصطدم بأطرأربعة عادة ماتكون هدف يصبو له كل إنسان ناجح. هذه الأطر الأربعة هي العلم، الدين، الصحة و المال.  وهنا سيكون الحديث عن أحد هذه العناصر وهو المال.  كثيرون الذين يسعون لامتلاك ثروة، وقلة هم الذين حققوا هذا الهدف.  تذكر أحد الدراسات بأن 50% من أصحاب المشاريع التجارية يغلقون متاجرهم بعد مرور سنتين فقط، وبعد مرور 10 سنوات 96% من المشاريع تكون فعلًا قد خرجت من السوق وأعلنت فشلها.  هذا يعني أن 4% فقط استطاعوا الصمود و البقاء ومواجهة التحديات. 

وهذه النسبة البسيطة تعتبر من خلاصة الأشخاص الجريئين الذي استطاعوا المجازفة بالدخول في عالم المشاريع.  ولكن السؤال هل يعتبر النجاح في المشاريع هو نقطة البداية أم النهاية..؟
يتطرق روبرت كايوساكي
Robert T. Kiyosaki في كتابه Cashflow Quadrant (Rich Dad’s Guide to Financial Freedom)  إلى أربع عناصر مهمة يوصي بها الآباء الأغنياء أبناءهم لكي يعيشوا الرفاه الاقتصادي و الحرية المالية.  هذه العناصر أشبه ماتكون بالمحطات التي يمر بها الإنسان في حياته.  فقد يكون الإنسان أسير لمرحلة طوال فترة حياته، وقد يُسجن في مرحلة أخرى لايستطيع الخروج منها، وقد يواجه عقبات وتحديات كثيرة تقوده في النهاية إلى النجاح للوصول إلى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الحرية المالية كما يوصفها روبرت كايوساكي.

المراحل الأربعة التي تحدث عنها المؤلف اختصرها بالرموز التالية E. S. B. I
المرحلة الأولى E  ترمز إلى كلمة Employee وهي المرحلة التي يكون فيها الإنسان أجير أو موظف.  هذه المرحلة يعيش فيها الإنسان صراع كبير.  حيث يبدأ كموظف صغير، ثم يواجه الكثير من العقبات التي تحول بينه وبين تحقيق حلمه وطموحه في الوصول إلى المنصب الذي يريد.  وخلال هذه الرحلة يعيش الخوف و القلق، وربما يُفاجأ بقرارات تفقده صوابه.  كل هذا الأمل و الألم قد يمتد إلى عشرات السنين فيبقى الإنسان في إطار واحد وهو الوظيفة دون أن يفكر بالخروج عن هذا الإطار و تغيير المسار من حرف ال E إلى حرف S.

حرف الـ S يشير إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة الـ Self employed والتي يكون فيها الإنسان موظف عند نفسه.  بمعنى آخر ينتقل من مرحلة كونه أجير لشركة أو مؤسسة إلى الاستقلال الذاتي وتقديم خدمات لعملائه، ويكون العائد المالي له فقط. 

هذه المرحلة ليست بالمرحلة السهلة فهي تحتاج إلى كثير من المهارات، وتحتاج إلى طاقة كبيرة وشبكة من العلاقات العامة.  ولكنها في النهاية تكون الخطوة الأولى في عالم المال، حيث يكون فيها الإنسان حر.

المرحلة الثالثة B هي مرحلة امتلاك المشروع Business Owner حيث يكون فيها الإنسان صاحب مشروع.  فبدلًا من البحث عن الوظيفة يكون هو من يبحث عن موظفين، وبدلًا من انتظار الراتب يكون هو المعني بتوزيع مرتبات الموظفين.  بالتالي من خلال ايجاد فرص وظيفية يساهم في تنمية العجلة الاقتصادية في مجتمعه وبلده عن طريق توظيف وبناء الكفاءات والطاقات البشرية.

المرحلة الأخيرة يُرمز لها بحرف I وهي مرحلة الاستثمار Investment والتي يضمن فيها المستثمر حصوله على أرباح من المشاريع التي استثمر فيها بنسبة من رأس المال.  حيث لايتحمل أي مسؤولية إدارية سوى متابعة الوضع الاقتصادي للشركة التي استثمر بها أمواله. وهذه مرحلة متقدمة وبحاجة إلى رؤوس أموال كبيرة وأسماء استثمارية عريقة حتى يصل إليها الإنسان. ولكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.

 خــــتامًـــــــــــــا
 
المراحل السابقة تضم الكثير من الايجابيات و السلبيات. ولو كان الطريق مفروشًا بالورود لأصبحنا جميعًا من المستثمرين. ولكن هي الحياة بحاجة إلى إرادة وعزيمة و إصرار، بحاجة إلى أن نملك الحلم والشغف والسعي الجاد لتحقيقه.  لهذا، أدعوك -عزيز القارئ- إلى الإبحار في بحر الأحلام لعلك تصطاد سمكة، وتذكر عندما تأكلها بأن في البحر أسماك وأسماك فلاتجعل كل طموحك في إشباع بطنك.  استمتع بأكل السمكة الأولى و واصل الابحار حتى تصل إلى حلمك الكبير الذي يليق بك.

No comments:

Post a Comment